Blog

برلين تغرق في الظلام.. هجوم تخريبي يتسبب في أطول انقطاع كهرباء منذ 25 عاماً – أخبار السعودية

شهد جنوب شرق العاصمة الألمانية برلين، انقطاعا تاما للتيار الكهربائي شمل عشرات الآلاف من المنازل والشركات، وما بدأ كحريق غامض في برجي نقل كهرباء عالي الجهد في حي يوهانيسثال، تحول إلى أزمة وطنية، تسببت في أطول فترة دون كهرباء تشهدها برلين منذ ما لا يقل عن 25 عاما.

ووفقا لشركة «ستروم نتس برلين»، المشغلة لشبكة التوزيع الكهربائي في المدينة، بدأت الأزمة عندما اندلع حريق في كابلات الضغط العالي المثبتة على برجين كهربائيين في منطقة كونيغشايدويغ بيوهانيسثال، جنوب شرق برلين، واكتُشف الحريق حوالى الساعة 3:30 صباحا، واستغرق رجال الإطفاء ساعة كاملة لإخماده.

وأدى الحريق إلى انقطاع فوري عن نحو 50 ألف منزل وأعمال تجارية، إضافة إلى 3 آلاف شركة، ما أثر على أحياء مثل كوبينيك، غروناو، أدلرشوف، وألتغلينيك، وبحلول صباح الأربعاء كان لا يزال نحو 20 ألف منزل دون كهرباء، مع توقعات بأن الاستعادة الكاملة لن تحدث قبل مساء الخميس 11 سبتمبر، ما يجعل المدة الإجمالية تتجاوز 48 ساعة في بعض المناطق.

أطول انقطاع منذ سنوات

وتُعد شبكة الكهرباء في برلين، التي تديرها شركة «ستروم نتس برلين» التابعة واحدة من أكثر الشبكات كفاءة في أوروبا، إذ يتعرض كل مواطن لانقطاع متوسط يدوم 50 دقيقة فقط كل خمس سنوات، ومع ذلك، أصبحت الشبكة أكثر عرضة للتهديدات بسبب التحول الطاقي، الذي يعتمد على الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس في الشمال، ما يتطلب نقلا كبيرا للطاقة جنوبا عبر خطوط عالية الجهد.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت ألمانيا زيادة في الهجمات المتعمدة على البنية التحتية الكهربائية، خصوصا من قبل جماعات يسارية متطرفة تُعارض مشاريع الطاقة أو الشركات الكبرى مثل تسلا في غرونهايد، حيث وقع هجوم مشابه عام 2024 أدى إلى إجلاء مصنع تسلا.

وتاريخيا، كان أكبر انقطاع في برلين الحديث هو ذلك الذي وقع في فبراير 2019 في كوبينيك، ناتج عن تلف كابل أثناء أعمال بناء، أثر على 30 ألف منزل لمدة 31 ساعة، وكان الأطول منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل ذلك، في الثمانينات والتسعينات، شهدت برلين انقطاعات أقل شأنا بسبب حوادث فنية أو عاصفة، لكن لم يتجاوز أي منها الـ24 ساعة على نطاق واسع.

شلل واسع جنوب شرق برلين

وأدى الانقطاع إلى شلل جزئي في الحياة اليومية، وتوقفت إشارات المرور في تقاطعات رئيسية مثل أدلرغيستيل/دورفيلد، ما دفع الشرطة إلى توجيه الحركة يدويا ونشر دوريات إضافية لتجنب الحوادث، وتأثرت 16 مدرسة و7 دور رعاية، إضافة إلى محطات إطفاء، ما أجبر على إغلاق بعضها مؤقتا، كما انقطعت خطوط القطارات الخارجية وأصبحت أرقام الطوارئ 110 و112 غير متاحة جزئيا بسبب فشل الشبكات المتنقلة.

وفي الأحياء المظلمة، لجأ السكان إلى المصابيح اليدوية والبطاريات، وأغلقت المتاجر أبوابها مع لافتات «مغلق بسبب انقطاع الكهرباء» وحذرت إدارة الإطفاء من مخاطر الطبخ الداخلي باستخدام الشوايات أو المعدات الخيمية، ونصحت بفصل الأجهزة لتجنب التلف عند العودة للتيار.

حريق مدبر

وأشارت الشرطة إلى أن الحريق كان متعمدا، مع أدلة على استخدام مواد مشتعلة، ويُحقق فيه الجهاز الاتحادي للأمن كـ«هجوم سياسي محتمل» ويُرجح تورط متطرفين يساريين، كما أكد وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت، الذي وصفه بـ«عمل مخطط بعناية» يستهدف البنية التحتية الحيوية.

الهجوم لا يعد الأول؛ فقد شهدت ألمانيا هجمات مشابهة على خطوط الطاقة في السنوات الأخيرة، مرتبطة بمعارضة الطاقة الأحفورية أو الشركات الكبرى، وأعلنت السلطات تعزيز الحراسة حول المنشآت الكهربائية، مع تحذير من أن مثل هذه الهجمات تهدد الأمن الوطني في ظل التوترات الجيوسياسية.

أخبار ذات صلة

 

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com