ساوثغيت وبينيتيز يتصدران اليوم الافتتاحي لقمة أكاديمية أسباير العالمية في فيلاديلفيا

انطلقت أمس فعاليات قمة أكاديمية أسباير العالمية 2025 في ملعب سوبارو بارك، معقل نادي فيلادلفيا يونيون، في حدث تاريخي يُقام للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية.
نُظِّمت القمة بالتعاون مع نادي فيلاديلفيا يونيون ورابطة كرة القدم الأميركية (MLS)، وتضمّنت أبرز فعاليات اليوم الأول درس تعليمي (ماستر كلاس) قدمها المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز المدير الفني السابق لأندية ليفربول الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ونابولي الإيطالي، وجلسة حوارية مميزة مع المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا السير غاريث ساوثغيت.
وحضر اليوم الافتتاحي أكثر من400 مشارك، من بينهم ممثلين عن فريق إدارة أكاديمية أسباير وضيوف دوليون وأعضاء برنامج زملاء أسباير حول العالم، إلى جانب مدربين من دوري كرة القدم الأمريكي وعدد من الأندية المحلية، بالإضافة إلى طلاب مركز أكاديمية يونيون للشباب YSC، الشريك الأكاديمي لنادي فيلادلفيا يونيون، حيث شارك هؤلاء اللاعبون الشباب في الحصص التدريبية العملية التي تمت إضافتها لأول مرة هذا العام إلى برنامج القمة العالمية.
وفي الحفل الافتتاحي قام ريتشـي غراهام، مؤسس أكاديمية YSC والمستثمر في نادي فيلادلفيا يونيون، بالترحيب بالحضور مؤكداً أهمية التعليم في كرة القدم، قائلاً: إن مستقبل كرة القدم مستقبل واعد، ويدل على ذلك هذا الاهتمام الذي نراه بالقمة العالمية لأكاديمية أسباير والاهتمام بالمشاركة في فعاليتها للمساهمة في تطوير اللعبة. إن الالتزام بالتعليم والتطوير والتعاون هو ما سيصنع الجيل القادم من اللاعبين والقادة في عالم كرة القدم.
بدوره، رحّب السيد عبد الله ناصر النعيمي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمؤسسة أسباير زون، بالوفود المشاركة، وأكّد على الرسالة الجوهرية للأكاديمية قائلاً: إن هدفنا الرئيسي في أكاديمية أسباير هو إعداد رياضيين متميزين وأشخاص متكاملين يفهمون اللعبة وقيمها ودورهم فيها. فالتعليم هو جوهر كل ما نقوم به، والتفوّق في كرة القدم يعتمد على المعرفة والشخصية بقدر ما يعتمد على الموهبة. وتجسّد القمة العالمية لأكاديمية أسباير هذه الرؤية كونها منصة تجمع بين التعلم والتعاون والابتكار من أجل النهوض باللعبة للأجيال القادمة.
وفي السياق ذاته، تحدّث السيد إيفان برافو، المدير العام لأكاديمية أسباير، في كلمة مسجلة، عن أهداف القمة في تعزيز الحوار المفتوح وتبادل الخبرات بين المدربين من مختلف الثقافات، قائلاً: نحن في أكاديمية أسباير نؤمن بأهمية تبادل المعرفة والخبرات. فنحن نسعى دائماً إلى زيارة الدول المختلفة والتعرف على التحديات التي يواجهها المدربون هناك، وفهم أساليبهم في التعامل مع معها وتطوير اللاعبين، وهو الأمر الذي يجعل برنامج زملاء أسباير حول العالم برنامجاً فريداً من نوعه.
وأضاف برافو قائلاً: فمن الضروري أن نساعد المدربين على النجاح. لذلك تم تصميم هذا البرنامج لهم وللكوادر الفنية للتأكد من استفادتهم وتمكينهم من التعلم المستمر والتكيف والمشاركة. ونأمل أن يؤدي هذا التعاون والتقارب الذي نسعى إليه مع المدربين في الولايات المتحدة إلى توسيع آفاقنا أكثر فأكثر.
وفي حفل العشاء الرسمي الذي أُقيم مساء الثلاثاء الماضي ، قام السيد دون غاربر، مفوض دوري كرة القدم (MLS) وضيف الشرف، بالمشاركة في حوارٍ مع لاعب المنتخب الأمريكي السابق جون هاركس، تناول خلاله أبرز التحديات التي واجهها في مسيرته لإطلاق كرة القدم الاحترافية في الولايات المتحدة عقب بطولة كأس العالم 1994، إضافةً إلى رؤيته لمستقبل الدوري الأمريكي لكرة القدم. كما صرح قائلاً: إن الفعاليات مثل القمة العالمية لأكاديمية أسباير تلعب دوراً محورياً في تطور كرة القدم، فهي تجمع بين الأفكار والناس والأهداف، وتذكّرنا بأن تقدم اللعبة يعتمد على التعاون بقدر ما يعتمد على التنافس.
وقد قدّمت أكاديمية أسباير هدية تذكارية إلى المفوض تقديراً لمساهمته في دعم تطوير كرة القدم، كما تم تكريم عدد من الشركاء بدروع تقديرية استلمها كل من جاي شوجارمان، مالك نادي فيلادلفيا يونيون، وريتشـي غراهام، وألفونسو مونديلو، المدير الفني الأول للمسابقات في دوري MLS، والسيد عيسى السليطي، المخرج التلفزيوني في قناة الكأس الرياضية ممثلاً عن إدارة القناة.
وبدأ برنامج اليوم الأول بجلسة ماستر كلاس قدّمها رافا بينيتيز، المدرب السابق لأندية ريال مدريد، ليفربول، وتشيلسي، بمشاركة مساعده الفني فرانسيسكو باكو دي ميغيل مورينو. وقد أشار بينيتيز إلى ثلاثة مجالات رئيسية شهدت تغيراً كبيراً في السنوات الأخيرة، وهي: الاستخدام المتزايد لتحليل الفيديو لأداء اللاعبين، وتوافر البيانات الإحصائية للمدربين، وتحسُّن قدرات أنظمة التتبع.(GPS) ومن جانبه، شدّد باكو دي ميغيل مورينو على أهمية تكييف الأساليب المتبعة مع الفرق الأولى لتناسب فرق الشباب النخبوية بما يضمن الاستمرارية في منهجية العمل.
تلت ذلك جلسة حوارية مع السير غاريث ساوثغيت، المدير الفني السابق لمنتخب إنجلترا، والذي استعرض أبرز التحديات التي واجهها خلال مسيرته التدريبية وكيفية تعامله معها. كما أكّد على الدور الحيوي الذي تؤديه القمة العالمية في تطوير كرة القدم قائلاً: إن العنصر الأهم في تطوير كرة القدم هو تطوير المدربين. فنحن جميعاً نتعلم باستمرار مهما طال بنا الزمن في هذا المجال. كما أن مثل هذه المنصات التي تجمع الخبراء والمتخصصين لتبادل الخبرات والأفكار يساعدنا جميعاً على النمو، خاصة ونحن نتطلع إلى كأس العالم واستمرار تطور اللعبة. إن الجمع بين الأندية والاتحادات في مبادرات مثل القمة العالمية لأكاديمية أسباير، التي تحتفل اليوم بعامها الحادي عشر، يساهم في تعزيز الثقة وتطوير منظومة كرة القدم عالمياً.
أما الجلسة الحوارية الثانية لليوم فكانت مع مدرب نادي كولومبوس كرو، ويلفريد نانسي، الذي تحدث إلى اللاعب المحترف السابق برادلي رايت-فيليبس، صاحب أكثر من 200 مباراة في صفوف نيويورك ريد بولز في الدوري الأمريكي لكرة القدم. وقدّم نانسي خلال الحوار رؤيته الفلسفية في التدريب، وسلط الضوء على الابتكار والصدق في القيادة، وقال: التدريب هو عملية تقوم على الوضوح والمرونة وبناء الروابط. يجب أن نمنح اللاعبين مساحة للفشل والتعلم والنمو ضمن هيكل واضح يوازن بين الحرية والانضباط. الفشل جزء طبيعي من الحياة؛ فمن لا يواجهه لا يحاول بما يكفي. ومهمة المدرب هي تمكين اللاعبين من قراءة المباراة والتأقلم واتخاذ القرار، مع الحفاظ على وضوح الرؤية والانفتاح والصدق مع الذات.
عقب الجلسة، قاد ويلفريد نانسي وبرادلي كارنيل عيادة تدريبية ميدانية مع طلاب أكاديميةYSC، أتاحت لهم فرصة فريدة لتطبيق الفلسفات التدريبية عملياً تحت إشراف نخبة من المدربين والخبراء العالميين.
كما تضمّنت فعاليات اليوم سلسلة ورش عمل تفاعلية قدّمت تجارب عملية بإشراف خبراء أكاديمية أسباير وشركائها الدوليين، تناولت موضوعات علوم الأداء التطبيقي، والتدريب القائم على البيانات، وبرامج تطوير المواهب الشابة، بما أتاح للمشاركين تحويل المعرفة النظرية إلى استراتيجيات عملية قابلة للتطبيق.
وشهد اليوم أيضاً عقد حلقتي نقاش متخصصتين تناولتا موضوعي الفلسفة التكتيكية الثابتة مقابل التكيّف السياقي و من الإصابة إلى الأداء الأمثل . وشارك في النقاشات ممثلون عن أندية واتحادات كروية مرموقة من بينها أياكس أمستردام، توتنهام هوتسبير، سبورتينغ لشبونة، وفيلادلفيا يونيون.
وستتواصل فعاليات القمة العالمية لأكاديمية أسباير خلال الأيام المقبلة بثلاث جلسات حوارية جديدة يشارك فيها كل من أليساندرو نيستا الفائز بكأس العالم مع منتخب إيطاليا، وكارلي لويد الفائزة بكأس العالم للسيدات مرتين، ورون جاورسكي لاعب كرة القدم الأمريكية السابق، إلى جانب ورش عمل تركز على الابتكار في الأداء الرياضي وتطوير اللاعبين.