🌐أخبار العالم

في الذكرى الثالثة للحرب الروسية الشاملة في أوكرانيا، الأمم المتحدة تعتمد 3 قرارات بعد خلافات دبلوماسية

https://global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/24-02-2025-UN-Photo-GA-vote.jpg/image770x420cropped.jpg

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا- قدمت مشروعه أوكرانيا- بشأن "تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا". تم اعتماد القرار بأغلبية 93 صوتا مقابل معارضة 18 عضوا وامتناع 65 دولة عن التصويت.

الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا- قدمت مشروعه أوكرانيا- بشأن “تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا”. تم اعتماد القرار بأغلبية 93 صوتا مقابل معارضة 18 عضوا وامتناع 65 دولة عن التصويت.

بعد خلافات دبلوماسية بين أعضائها، اعتمدت الجمعية العامة صباح اليوم الاثنين نص مشروع قرار مقدم من أوكرانيا أيدته عدة دول أعضاء وتمت مناقشته خلال الشهر الماضي، وكانت نتيجة التصويت تأييد 93 دولة عضوا ومعارضة 18 وامتناع 65 عضوا عن التصويت.

 وبالإضافة إلى ذلك، صوتت الجمعية أيضا على نص اقترحته الولايات المتحدة، ولكن بعد إدخال تعديلات عليه. وكانت نتيجة ذلك التصويت أيضا تأييد 93 عضوا ومعارضة 8 وامتناع 73 دولة عن التصويت، بما في ذلك راعي القرار الرئيسي الولايات المتحدة، وأوكرانيا.

شارك في رعاية القرار المعنون “تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا” أكثر من 50 دولة، وهو قرار يدعو إلى حل سلمي “للحرب المعلنة على أوكرانيا وما يطبعها من دمار ومعاناة إنسانية هائلين”، وأكد على الحاجة الملحة لإنهاء الحرب هذا العام ومضاعفة الجهود الدبلوماسية للحد من مخاطر زيادة التصعيد.

وشدد القرار على ضرورة ضمان المساءلة عن “الجرائم الأشد خطورة” بموجب القانون الدولي المرتكبة على أراضي أوكرانيا “من خلال تحقيقات ومحاكمات تكون مناسبة وعادلة ومستقلة على المستوى الوطني أو الدولي، وكفالة إنصاف جميع الضحايا ومنع وقوع جرائم في المستقبل”. 

كما حث القرار جميع الدول الأعضاء على التعاون بروح التضامن لمعالجة التأثيرات العالمية للحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل والأمن النووي والسلامة والبيئة، وأكد على أن الترتيبات الرامية إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا يجب أن تأخذ في الاعتبار هذه العوامل.

من جانبها، اقترحت الولايات المتحدة مشروع قرار لم يتضمن سوى ثلاث فقرات، ودعت الدول الراعية لمشروع القرار الأول إلى سحبه. ودعا مشروع القرار الأميركي إلى “المسارعة إلى وضع حد للنزاع” وحث على “تحقيق سلام دائم بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا”. 

كما أعرب المشروع الأمريكي عن الحزن للخسارة المفجعة في الأرواح “طيلة فترة الصراع بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا”، وأكد أن الغرض الرئيسي للأمم المتحدة هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلميا.

لكن هذه الصيغة لم تجد ما يكفي من الدعم في الجمعية العامة، حيث صوت أعضائها على تعديل الإشارة إلى الصراع” بين روسيا وأوكرانيا لتكون “الغزو الكامل لأوكرانيا من قبل الاتحاد الروسي”، وإضافة إشارة إلى “سلام عادل ودائم وشامل” بين البلدين. كما صوتوا على إضافة سطر يؤكد التزامهم بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا، والتي تمتد إلى مياهها الإقليمية. 

من جانبه، اقترح الاتحاد الروسي تعديلا على مشروع القرار الأمريكي لمعالجة “الأسباب الجذرية” للحرب، إلا أن ذلك لم يحظ بدعم أغلبية الثلثين من أصوات الأعضاء الحاضرين والمصوتين المطلوبة.

نائبة وزير الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا تلقي كلمة أمام الجمعية العامة.

نائبة وزير الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا تلقي كلمة أمام الجمعية العامة.

أوكرانيا

أثناء استعراض مشروع القرار الذي أيدته بلادها، قالت نائبة وزير الخارجية الأوكرانية ماريانا بيتسا إن الطريقة التي تستجيب بها الجمعية العامة “للعدوان والفظائع والجرائم” الروسية تحدد مستقبل “العالم الديمقراطي بأكمله والأمم المتحدة”.

وقالت إنه قبل ثلاث سنوات، أغرقت روسيا العالم بأسره في “أعنف حرب في أوروبا” منذ الحرب العالمية الثانية دون استفزاز على الإطلاق. وأضافت أن تلك الحرب “غير مبررة وغير قانونية، ومدفوعة فقط بالأوهام الجيوسياسية المريضة من الماضي”.

وشددت على أن جميع الدول أصبحت هدفا منذ ذلك الحين حيث “تحطمت” بنية الأمن العالمي، مضيفة أن الأمم المتحدة تتعرض أيضا للهجوم لأن روسيا “انتهكت بشكل صارخ مـيثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية المنصوص عليها فيه”.

وقالت بيتسا إن روسيا تريد استبدال العالم القائم على القانون الدولي بعالم “يقوم على حكم القوة”، ومع ذلك فقد أثبت التضامن أن الوحدة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة “أقوى من العدوان وانعدام القانون”.

وأضافت: “هذه الحرب لم تكن قط من أجل أوكرانيا فقط. بل إنها تتعلق بحق أساسي لأي دولة في الوجود واختيار طريقها والعيش في مأمن من العدوان. وإذا تم تبرير العدوان وإلقاء اللوم على الضحية بسبب صمودها وإرادتها في البقاء، فلن تكون أي دولة آمنة. اليوم، لا تقاتل أوكرانيا من أجل استقلالها فحسب، بل من أجل عالم لا تكون الدول منقسمة فيه إلى مفترسين وفرائس”.

لقائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا تلقي كلمة أمام الجمعية العامة.

الولايات المتحدة

من جانبها، قالت القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، إن الأمم المتحدة أدانت مرارا وتكرارا انتهاكات روسيا الصارخة لميثاق الأمم المتحدة وإن الجمعية العامة طالبت روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا منذ بداية الحرب قبل 11 عاما – عندما احتلت روسيا شبه جزيرة القرم، لكن كل هذا “فشل في وقف الحرب”.

وقالت إن أجيالا من الأوكرانيين والروس ماتوا دون داعٍ، فيما جعلت الحرب العالم “أقرب إلى المواجهة النووية”. وأضافت: “كلما استمرت لفترة أطول، كلما زادت المعاناة لكلا البلدين. يجب أن تنتهي هذه الحرب الآن”.

قبل عملية التصويت، حثت شيا الدول الأعضاء على التصويت ضد التعديلات المقدمة من عدة دول على القرار الذي اقترحته بلادها، وأكدت أن اللغة المقترحة المضافة “ستسعى إلى حرب كلامية بدلا من إنهاء الحرب”.

وقالت: “لن توقف هذه التعديلات ولا القرار الذي قدمته أوكرانيا القتل. يجب على الأمم المتحدة أن توقف القتل. نحث جميع الدول الأعضاء على الانضمام إلينا في إعادة الأمم المتحدة إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في السلام والأمن الدوليين”.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة صوتت ضد القرار الأوكراني، وامتنعت عن التصويت على القرار الذي اقترحته بنفسها بعد اعتماد التعديلات عليه.

السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا يلقي كلمة أمام الدورة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا.

السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا يلقي كلمة أمام الدورة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة بشأن أوكرانيا.

روسيا

قال الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن تصرفات الدول الغربية وضعت العالم على شفا حرب عالمية ثالثة، من خلال “المشروع المعادي لروسيا المسمى أوكرانيا”، وأكد أن بلاده لن تسمح “باضطهاد” الروس في أوكرانيا أو تغيير هويتهم. وقال إن الحكومة الأوكرانية تجاوزت هذا “الخط الأحمر”، كما تجاوزت خط عضويتها في حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي خلق “مخاطر استراتيجية عسكرية غير مقبولة” لروسيا.

وقال: “حاولنا تسوية الأمر سلميا مع كييف وواشنطن وبروكسل. لم يستمع إلينا أحد، ولم يأخذنا أحد على محمل الجد. وتبين لنا قبل ثلاث سنوات أن أوكرانيا سوف تتجاوز كلا الخطين الأحمرين، كان علينا أن نبدأ العملية العسكرية الخاصة، وحددنا أهدافها بوضوح منذ اليوم الأول”.

وقال إن أوكرانيا تلقت خلال السنوات الثلاث الماضية “مئات مليارات الدولارات” من الدعم، الأمر الذي حولها إلى “شركة عسكرية خاصة بشكل ما، تقاتل من أجل المصالح الجيوسياسية الغربية، وسرعان ما أصبح الصراع حربا كلاسيكية بالوكالة بين روسيا ودول الناتو”.

وقال نيبينزيا إن مشروع القرار الأمريكي، قبل تعديله، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن يجب أن يتضمن أيضا الحاجة إلى “القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية” مما سيساعد في تسويتها الدائمة. وقد قدمت روسيا تعديلا على المشروع الأمريكي ليتضمن تلك الجملة، لكن التعديل لم يحظ بتأييد الغالبية المطلوبة من الدول الأعضاء بالجمعية العامة.

وقال السفير الروسي: “أعتقد أن زملاءنا الأمريكيين رأوا اليوم بأنفسهم أن الطريق إلى السلام في أوكرانيا لن يكون سهلا، وسيكون هناك الكثير ممن سيحاولون التأكد من عدم تحقيق السلام لأطول فترة ممكنة، لكن هذا لا ينبغي أن يوقفنا”.

وقال إن بلاده تقدر مبادرة الولايات المتحدة، وتأمل أن تتبعها مبادرات جديدة أخرى، “ستضع أخيرا حزب الحرب في أوروبا جانبا”.

خلافات في مجلس الأمن حول مشروع قرار أمريكي

عقد مجلس الأمن اجتماعا، في الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، للتصويت على مشروع قرارمقدم من الولايات المتحدة حول أوكرانيا. بدأ الاجتماع بخلافات بين الدول الأعضاء، حيث اقترحت فرنسا تأجيل التصويت على مشروع القرار بسبب قلقها من تقديمه “دون مفاوضات حقيقية بين أعضاء المجلس”، كما جاء على لسان سفيرها نيكولا دي ريفيير. 

إلا أن هذا الاقتراح لم يحظ إلا بدعم ستة أعضاء في المجلس، بينما صوت ثلاثة أعضاء ضده – بما في ذلك الولايات المتحدة، وامتنعت الدول الست المتبقية عن التصويت، بمن فيها روسيا.

واعتمد مجلس الأمن مشروع القرار الأمريكي بتأييد 10 أعضاء وامتناع 5 عن التصويت هم المملكة المتحدة وفرنسا واليونان والدنمارك وسلوفينيا. 

تضمن القرار 2774 الذي قدمته الولايات المتحدة ثلاث فقرات فقط، حيث كان نسخة طبق الأصل من مشروع القرار الذي اقترحته في وقت سابق اليوم الاثنين في الجمعية العامة.

أعرب القرار عن حزن المجلس للخسارة المفجعة في الأرواح “طيلة فترة الصراع بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا”، وأكد أن الغرض الرئيسي للأمم المتحدة هو الحفاظ على السلام والأمن الدوليين وحل النزاعات سلميا.

لم يتم تضمين ثلاثة تعديلات اقترحتها الدنمارك وفرنسا واليونان وسلوفينيا والمملكة المتحدة في النص النهائي للقرار، وقد استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لإفشال اثنين منها. ومن جانبها اقترحت روسيا أيضا تعديلين على النص، لكنهما لم يحظيا بالدعم المطلوب بين أعضاء المجلس.

“موت ودمار ونزوح بلا هوادة”

قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو إن الغزو الروسي لأوكرانيا صدم العالم قبل ثلاث سنوات وقوض “أسس النظام الدولي”.

وفي إحاطتها لمجلس الأمن الدولي بعد اعتماد القرار الجديد، أكدت المسؤولة الأممية أن الشعب الأوكراني عانى خلال هذه الفترة من “الموت والدمار والنزوح بلا هوادة”، حيث خلقت الحرب أكبر أزمة نزوح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، “وتمزقت العائلات، وفقدت أحباءها، وشهدت منازلها ومدنها بأكملها تتحول إلى أنقاض”.

وأشارت ديكارلو إلى أن أوكرانيا أصبحت الآن أيضا من بين “أكثر البلدان الملغومة” في العالم، كما شهدت البلاد زيادة كبيرة في عدد انتهاكات حقوق الإنسان منذ الغزو الروسي. وأضافت أن الدمار الهائل للبنية التحتية المدنية أثر على الملايين، وأن آثار الحرب تجاوزت الحدود لتؤثر على المدنيين الروس أيضا بسبب “الهجمات الأوكرانية المزعومة”.

وأضافت: “لا يمكن القول بما يكفي إن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تنتهك القانون الدولي الإنساني. إنها غير مقبولة، بغض النظر عن مكان حدوثها”.

وأضافت وكيلة الأمين العام أن الحرب كان لها آثار على مستوى العالم أيضا، حيث تعمل على زعزعة استقرار الاقتصادات وتعطل الأمن الغذائي وتهدد السلام الدولي، في حين يظل خطر وقوع حادث نووي مرتفعا بشكل غير مقبول. 

وقالت ديكارلو إن القرار الذي تبناه المجلس للتو يحث على إنهاء سريع للصراع في أوكرانيا، وقالت: “في الواقع، لقد حان الوقت للسلام في أوكرانيا”.

وأكدت أن هذا السلام يجب أن يكون “عادلا ومستداما وشاملا، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة، بما في ذلك القراران اللذان اعتمدا هذا الصباح”. وقالت إن هذا يشمل الاحترام الكامل لسيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دوليا.

يمكنكم مشاهدة اجتماع المجلس في الفيديو أدناه بالترجمة الفورية إلى العربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com