
الفشل الكلوي

الكليتان تلعبان دورًا أساسيًا في تنقية الدم والتخلص من الفضلات في الجسم، بالإضافة إلى تنظيم مستويات الأملاح وضغط الدم. تقوم الكليتان أيضًا بإفراز هرمون الإريثروبويتين الذي يحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم. إذا تعرضت الكليتان للضرر، قد يحدث فشل كلوي يؤدي إلى توقف عملهما بشكل مؤقت أو دائم.
الإضافة إلى الأدوار المذكورة، تقوم الكليتان أيضًا بضبط توازن السوائل والمعادن في الجسم، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم. كما تساهم في تنظيم حمضية الدم بإفراز الهيدروجين أو امتصاصه حسب الحاجة. وعندما تعاني الكليتان من إصابة أو أمراض مثل التهاب الكلى أو ارتفاع ضغط الدم، قد يتأثر هذا التوازن مما يؤدي إلى مشاكل صحية جسيمة.
أعراض الفشل الكلوي الحاد

تعرّف الفشل الكلوي الحاد على أنه فقدان مفاجئ لوظيفة الكليتين، سواء بسبب عدم تدفق الدم بشكل كافٍ إليهما، أو بسبب الضرر المباشر الناتج عن مواد سامة، أو حتى بسبب ارتداد البول إلى الكليتين. يجدر بالذكر أنه قد لا تظهر أعراض الفشل الكلوي الحاد في بعض الحالات، وقد يتم اكتشافه عند إجراء فحوصات لتشخيص حالات غير مرتبطة بالكلى. تختلف الأعراض باختلاف درجة فقدان وظيفة الكلى وسرعة حدوثها، وأسباب الفشل الكلوي. من بين الأعراض الشائعة للفشل الكلوي الحاد:
– نقص في كمية البول المفرز.
– تورّم في الساقين، الكاحلين، والقدمين نتيجة احتباس السوائل.
– ضيق التنفس.
– آلام في المعدة والظهر.
– شعور بالتعب الشديد أو النعاس.
– طفح جلدي وحكة.
– فقدان الشهية.
– الارتباك.
– الغثيان أو التقيؤ.
– آلام في الصدر.
– ارتعاش العضلات.
– ارتفاع في درجة الحرارة.
– تشنجات أو فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
أعراض الفشل الكلوي المزمن

يُعرّف الفشل الكلوي المزمن على أنه عدم قدرة الكليتين على أداء وظائفهما بشكل جيد لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر. يتطور تدريجيًا الفشل الكلوي المزمن مع مرور الوقت، وغالبًا ما تكون علاماته وأعراضه غير محددة، مما يجعلها قابلة للارتباط بأمراض أخرى. يتميز الكلية بقدرتها الكبيرة على التكيف والتعويض عن فقدان وظيفتها، لذا قد لا تظهر العلامات والأعراض إلا بعد وقوع ضرر للكليتين لا يمكن عكسه. تشمل الأعراض المشتركة للفشل الكلوي المزمن:
– الغثيان والتقيؤ.
– فقدان الشهية.
– التعب والضعف.
– مشاكل في النوم.
– تغيرات في نمط التبول.
– تشنجات العضلات.
– انتفاخ القدمين والكاحلين.
– الحكة المستمرة.
– ألم في الصدر ناتج عن تراكم السوائل حول القلب.
– ضيق التنفس نتيجة تجمع السوائل في الرئتين.
– ارتفاع ضغط الدم الصعب السيطرة عليه.
أسباب الفشل الكلوي الحاد
يُقسم أسباب الفشل الكلوي الحاد إلى ثلاثة أقسام كالتالي:
أسباب مرضية قبلية: تتضمن الأمراض التي تؤثر في تروية الدم إلى الكليتين وتشمل:
– نقص حجم الدم نتيجة فقدان الدم بسبب النزيف الحاد، على سبيل المثال.
– الجفاف الحاد الناتج عن فقدان السوائل الجسمية من خلال القيء، والإسهال، والتعرق، والحمى.
– استخدام مفرط لمدرات البول، مما يؤدي إلى فقدان كبير للسوائل الجسمية.
– تدفق غير طبيعي للدم إلى ومن الكليتين بسبب انسداد الشريان أو الوريد الكلوي.
الحالات المرضية الكلوية: تشمل الأضرار التي تحدث داخل الكلية وأنسجتها، وتتضمن:
– الإنتان (التسمم الدموي): يتمثل في الإصابة بعدوى شديدة تنتج عنها التهاب في مختلف أجزاء الجسم، ويمكن أن يؤدي هذا الالتهاب إلى الفشل الكلوي.
– الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية الفشل الكلوي، مثل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين، وبعض المضادات الحيوية مثل الجنتاميسين والتوبراميسين، والليثيوم، والمواد التي تحتوي على اليود مثل صبغات الأشعة.
– انحلال الربيدات: يحدث نتيجة تكسر العضلات الهيكلية في الجسم نتيجة التعرض للحروق أو الإصابات العضلية الشديدة، أو نتيجة لتأثير بعض الأدوية التي تقلل من مستويات الكوليسترول. في هذه الحالة، قد تسبب الألياف العضلية المتحللة إغلاق نظام تصفية الكلى. من أسباب انحلال الربيدات أيضًا الصدمات والحروق وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع الكوليسترول.
تُعد الورم النقوي المتعدد والتهاب كبيبات الكلى الحاد من الأمثلة على الأمراض الكلوية التي يمكن أن تسبب الفشل الكلوي الحاد. يمكن أن يكون التهاب كبيبات الكلى الحاد ناتجًا عن عدة أمراض، مثل الذئبة الحمراء وداء واغنر الحبيبومي ومتلازمة غودباستشار. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر متلازمة انحلال الدم اليوريمية أحد أسباب الفشل الكلوي الحاد الشائعة.
1. الورم النقوي المتعدد (Multiple Myeloma): يُعد ورمًا سرطانيًا يصيب البلازما في النخاع العظمي. يمكن للورم النقوي المتعدد أن يؤدي إلى إفراز مواد ضارة تضر بوظيفة الكليتين ويمكن أن يتسبب في الفشل الكلوي الحاد.
2. التهاب كبيبات الكلى الحاد (Acute Glomerulonephritis): يمثل التهابًا في الوحدات الهيكلية الصغيرة داخل الكلية المعروفة باسم كبيبات الكلى. قد يحدث هذا التهاب نتيجة للعديد من الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة الحمراء وداء واغنر الحبيبومي ومتلازمة غودباستشار.
3. متلازمة انحلال الدم اليوريمية (Hemolytic-Uremic Syndrome): تُعتبر متلازمة نادرة تحدث عادةً بعد الإصابة بعدوى بكتيرية في الجهاز الهضمي، وقد تؤدي إلى انخفاض حاد في عدد الصفائح الدموية وتلف الكريات الحمراء والفشل الكلوي الحاد.
هذه الحالات تعتبر أمثلة على الأمراض الكلوية التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي الحاد.
حالات مرضية بعد الكلى (Postrenal kidney failure) تشير إلى الأمراض والحالات التي تؤثر على تدفق البول خارج الكليتين، مما يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى. وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة لحالات الفشل الكلوي الناتجة عن هذه الحالات:
انسداد المثانة: يمكن أن يحدث انسداد في مجرى البول بسبب تضيق أو انسداد المثانة. يمنع هذا الانسداد تدفق البول من المثانة إلى الخارج وقد يتسبب في ارتداد البول إلى الكليتين، مما يسبب ضررًا للكلى.
تضخم البروستاتا: في حالة الرجال، يمكن أن يتسبب تضخم البروستاتا في ضغط على مجرى البول وتعطيل تدفق البول بشكل صحيح. قد يتسبب ذلك في تجمع البول في المثانة وارتداده إلى الكليتين.
سرطان البروستاتا: في بعض الحالات، يمكن أن ينمو سرطان البروستاتا بحجم يعيق تدفق البول من المثانة. قد يؤدي ذلك إلى تجمع البول في المثانة وارتداده إلى الكليتين.
الأورام في البطن: يمكن أن تنمو الأورام في البطن، مثل الأورام السرطانية أو الكيسات، وتسبب انسدادًا في مجرى البول. يتسبب هذا الانسداد في تجمع البول في المثانة وارتداده إلى الكليتين.
حصى الكلى: تشكل الحصى في الكلى عند ترسّب المعادن والملح في البول. قد تتحرك الحصى في الجهاز البولي وتسد مجرى البول، مما يعيق تدفق البول وقد يسبب تجمع البول في المثانة وارتداده إلى الكليتين.
من المهم العلاج المبكر والكشف عن هذه الحالات لتجنب تدهور وظائف الكلى. يجب استشارة الطبيب للتشخيص الدقيق ووصف خطة العلاج المناسبة لكل حالة.
يمكن تقسيم أسباب الفشل الكلوي المزمن إلى أسباب شائعة وأخرى أقل شيوعًا. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة والأسباب الأقل شيوعًا للفشل الكلوي المزمن:
الأسباب الشائعة:
- ضعف السيطرة على مرض السكري: السكري يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب في الكلى، مما يؤدي إلى تدهور وظائفها على المدى الطويل.
- ضعف السيطرة على ارتفاع ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم المزمن يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في الكلى ويتسبب في تلفها تدريجيًا.
- التهاب كبيبات الكلى المزمن (Chronic glomerulonephritis): حالة التهابية مزمنة تؤثر على كبيبات الكلى وتتسبب في تلفها التدريجي.
الأسباب الأقل شيوعًا:
- التهاب الكلية الخلالي (Interstitial nephritis): التهاب في الأنسجة المحيطة بالأنابيب الكلوية يمكن أن يتسبب في تلفها وتدهور وظائف الكلى.
- مرض الكلى المتعدد الكيسات (Polycystic kidney disease): حالة وراثية تتسبب في تكوّن كيسات سائلة في الكلى، مما يؤثر على وظائفها على المدى الطويل.
- الجزر المثاني الحالبي (Reflux nephropathy): ارتداد البول من المثانة إلى الحالب والكلى يمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة الكلوية.
- المتلازمة الكلوية (Nephrotic syndrome): حالة تتسبب في تسرب البروتينات إلى البول وتلف الأوعية الدموية في الكلى.
- مرض ألبورت (Alport’s disease): حالة وراثية نادرة تتسبب في تلف الأنسجة الكلوية وضعف وظائف الكلى.
- حصى الكلى (Kidney stones): ترسب المعادن والملح في الكلى وتكوّن حصى يمكن أن يعيق تدفق البول ويتسبب في تلف الكلى.
- مرض البروستاتا (Prostate disease): تضخم البروستاتا أو سرطان البروستاتا يمكن أن يعيق تدفق البول ويؤثر على وظائف الكلى.
هذه هي بعض الأسباب الشائعة والأقل شيوعًا للفشل الكلوي المزمن. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض تشير إلى مشاكل في الكلى مراجعة الطبيب لتشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.