Blog

قوقل وخطر طمس المحتوى – أخبار السعودية

هل تنسف قوقل بالذكاء الاصطناعي النموذج الاقتصادي للإنترنت؟

سؤال لم يعد نظرياً، بل أصبح يلامس جوهر مستقبل الويب كما عرفناه لعقود. فمع إطلاق أدوات ثورية مثل (AI Overviews)، و«وضع الذكاء الاصطناعي»، بدأت قوقل بتقديم إجابات فورية عبر روبوتات دردشة داخل نتائج البحث، تغني المستخدم عن زيارة المواقع، وتختصر رحلة المعرفة بكلمات قليلة. وبينما تعد قوقل هذه نقلة نحو تجربة بحث أكثر ذكاءً، يرى كثير من المراقبين أن هذا التحول قد يعصف ببنية الإنترنت القائمة على تبادل الزيارات والمحتوى والإعلانات.

فعلى مدار سنوات، كانت محركات البحث بوابة الدخول إلى ملايين المواقع، تدفع بحركة المرور، وتبقي الناشرين ضمن دورة اقتصادية حيوية. والآن مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتوليد الإجابات، بدأت نسب النقرات تنخفض، وفق تقرير حديث أشار إلى تراجع بنسبة 30%، في حين ارتفعت الانطباعات بنسبة 49%، ما يؤكد أن المستخدمين يكتفون بالإجابة المختصرة دون الغوص في المصادر الأصلية.

في الجانب الآخر، لا تخلو هذه التطورات من الإيجابيات، إذ تَعِد بتجربة أكثر دقة وتخصيصاً، وتختصر وقت الوصول إلى المعلومة. وتؤكد قوقل أنها لا تنوي إقصاء المواقع، بل إعادة تعريف العلاقة معها، لضمان استدامة المحتوى المفيد.

لكن السؤال الجوهري يظل قائماً: إذا أصبحت الخوارزميات هي التي تختار وتُلخّص وتعرض، فأين سيقف الناشر؟ وأين ستبقى فسحة الاكتشاف البشري التي جعلت من الإنترنت فضاءً حراً للمغامرة الفكرية والدهشة المعرفية؟

في زمن «ويب الآلة»، تبدو المعرفة أقرب.. لكنها في الوقت ذاته، مهددة بأن تُختزل، أو تُوجّه، أو تُطمس في ضجيج الإجابة السريعة.

أخبار ذات صلة

 



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
PHP Code Snippets Powered By : XYZScripts.com