غزة: مكتب حقوق الإنسان يعرب عن الفزع إزاء العنف الدامي في مواقع توزيع الغذاء

https://global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Collections/Embargoed/05-06-2025-WHO-Gaza-03.jpg/image770x420cropped.jpg
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، يوم الأربعاء، الجيش الإسرائيلي إلى الكف عن استخدام “القوة المميتة” بالقرب من قوافل المساعدات ومواقع توزيع الغذاء. واستشهد المكتب بـ “حوادث متكررة” لإطلاق النار أو قصف الفلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على الطعام، محذرا من أن مثل هذه الهجمات قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي.
وقال المكتب في بيان: “نشعر بالرعب إزاء الحوادث المتكررة التي تردنا باستمرار في الأيام الأخيرة من جميع أنحاء غزة، وندعو إلى إنهاء فوري لعمليات القتل العبثية هذه.”
مئات القتلى
قُتل المئات وأصيب العديد غيرهم بالقرب من أربع نقاط توزيع أو أثناء انتظارهم لاستلام المساعدات، منذ 27 أيار/مايو، عندما بدأت “مؤسسة غزة الإنسانية” – وهي مبادرة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة – في توزيع الغذاء في جنوب غزة، متجاوزة النظام المعمول به بقيادة الأمم المتحدة.
وفي إحدى أخطر الحوادث الأخيرة، أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي قصف حشدا ينتظر شاحنات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في جنوب غزة في 17 حزيران/يونيو، مما أسفر عن مقتل 51 شخصا على الأقل وإصابة حوالي 200 آخرين، وفقا للسلطات الصحية في غزة. وقبل يوم واحد، أفادت التقارير بمقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة عدد آخر في حادث مماثل في بيت لاهيا غربا.
وقال مكتب حقوق الإنسان: “لا توجد معلومات تشير إلى أن الأشخاص الذين قُتلوا أو أصيبوا كانوا متورطين في أعمال عدائية أو يشكلون أي تهديد للجيش الإسرائيلي أو لموظفي نقاط التوزيع التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية”.
حاجة إلى هدنة جديدة للوصول إلى 2.1 مليون جائع
على صعيد ذي، ذكر برنامج الأغذية العالمي أنه لم يتمكن، على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، سوى من إرسال 9,000 طن متري من المساعدات الغذائية إلى داخل غزة – وهو جزء ضئيل مما يحتاجه 2.1 مليون شخص جائع. والأسوأ من ذلك، حسبما قال البرنامج، أن عددا كبيرا جدا من الأشخاص قضوا نحبهم أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية الضئيلة التي تدخل.
وشدد البرنامج الأممي في بيان أصدره اليوم الأربعاء على أنه ليس بالإمكان تحقيق استقرار الوضع إلا من خلال التوسع الكبير في توزيع الغذاء، لتهدئة المخاوف وإعادة بناء الثقة داخل المجتمعات بأن المزيد من الغذاء قادم.
وأكد الحاجة الماسة الآن إلى إيجاد طرق أكثر أمانا للقوافل، وتسريع الموافقات على التصاريح، وتوفير خدمات اتصالات يمكن الاعتماد عليها، وفتح المزيد من المعابر الحدودية.
وحذر البرنامج من أن الخوف من الموت جوعا والحاجة الماسة للطعام يدفعان حشودا كبيرة للتجمع على طول طرق النقل المعروفة أملا في اعتراض الإمدادات الإنسانية أثناء عبورها.
مقتل أو إصابة أشخاص جائعين أمر غير مقبول
كما حذر البرنامج من أن “أي عنف يؤدي إلى مقتل أو إصابة أشخاص جائعين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات منقذة للحياة هو أمر غير مقبول على الإطلاق“. وقال إنه يواصل الدعوة إلى حماية جميع المدنيين وكافة العاملين في تقديم المساعدات المنقذة للحياة.
وقال البرنامج الأممي إنه تمكن خلال فترة الهدنة من إدخال ما يصل إلى 600 شاحنة يوميا إلى غزة، مما ساعد في مواجهة تفاقم الجوع.
وأضاف البرنامج الأممي: “برنامج الأغذية العالمي على أتم الاستعداد. لدينا إمدادات غذائية على المعابر الحدودية، وفرق ذات خبرة في العمل اللوجستي وحالات الطوارئ، وأنظمة مجربة مسبقا جاهزة للاستجابة على نطاق واسع”.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن ما نحتاج إليه بشكل عاجل الآن هو هدنة جديدة حتى نتمكن من الوصول إلى الأسر بالإمدادات الغذائية الحيوية بطريقة منتظمة وآمنة أينما كانوا في أنحاء قطاع غزة. وقال إن وقت العمل حان، محذرا من أن التأخير يعني فقدان المزيد من الأرواح. يجب أن يُسمح لنا بأداء عملنا بأمان”.