دراسة حديثة تكشف حقائق ’صادمة’ عن طب ’العصور المظلمة’

ووجد الباحثون، خلال مشروع “كوربوس أوف إيرلي ميديفال لاتين ميديسين” (CEMLM)، مئات المخطوطات الطبية التي تعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر، تحتوي على وصفات علاجية مذهلة تشبه العلاجات البديلة الشائعة اليوم. وأكدت الدكتورة ميغ ليغا، المؤرخة المتخصصة في العصور الوسطى، أن هذه الاكتشافات تعيد كتابة فهمنا لمدى انتشار الاهتمام بالطب بين عامة الناس.
من بين الوصفات المثيرة، تم العثور على وصفة تعود للقرن التاسع توصي باستخدام زيت الورد الممزوج بمسحوق نواة الخوخ لعلاج الصداع النصفي، وهو ما أثبتت دراسة علمية حديثة فعاليته. كما تم اكتشاف وصفة “شامبو السحلية” التي كانت تستخدم لتحفيز نمو الشعر، مما يعكس تقنيات إزالة الشعر المعاصرة.
تظهر هذه الاكتشافات أن المعرفة الطبية لم تكن مقتصرة على النخبة، بل كانت جزءًا من الحياة اليومية، حيث تم تدوين العديد من الوصفات في هوامش كتب النحو والشعر. وتؤكد الدكتورة ليغا أن هذه النتائج تدحض الصورة النمطية عن العصور الوسطى كفترة معادية للعلم، مشيرة إلى أن الناس كانوا فضوليين ويجربون لفهم الأمراض وعلاجها.
يسعى المشروع البحثي، الذي يضم جامعات من الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا والنرويج، إلى توثيق وترجمة هذه المخطوطات، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الطب في العصور الوسطى وإظهار كيف كانت الممارسات الطبية مزيجًا من الملاحظة الدقيقة والتجربة العملية.