غزة: تدمير آليات إزالة الركام يجهض آمال العثور على آلاف المفقودين

https://global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Libraries/Production%20Library/20-04-2025_UN_NEWS_Gaza.JPG/image770x420cropped.jpg
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن السلطات المحلية أفادت بأن هجمات نفذتها القوات الإسرائيلية، في وقت سابق اليوم، ضربت عدة مركبات ثقيلة في جميع أنحاء غزة، مما أدى إلى توقف خدمات إزالة النفايات الصلبة والأنقاض.
قبل أيام كان مراسلنا في غزة، على الأرض مع أناس كانوا يحاولون إخراج جثث مفقوديهم من تحت الأنقاض باستخدام إمكانيات محدودة من بينها جرافة كان يقودها عاطف نصر والذي قال لنا وقتها إن مهمته تحولت من بناء الطرق وإصلاحها إلى استخراج جثث المفقودين من تحت الركام.

لكن مهمة السيد عاطف نصر توقفت اليوم، بعد أن دُمرت جرافته، لتتجمد آمال العائلات في إكرام موتاها بدفنهم.
مأساة عائلة دحدوح
كان مراسلنا مع عائلة دحدوح – مؤخرا – عندما تمكنت من استخراج رفات ابنها عمر من تحت أنقاض منزلهم “بعد أكثر من عام على مقتله في غارة جوية إسرائيلية دمرت مبنى من سبعة طوابق” كما قال شقيقه مؤيد.
وهو يتفقد الموقع، قال مؤيد إن عدم توفر الآليات اللازمة لإزالة الأنقاض منعهم من الوصول إلى جثة أخيه لدفنها.
وأضاف: “ظل جثمان أخي تحت الأنقاض قرابة عام. بعد الحرب، حاولنا استعادته، ولكن بما أن المبنى كان مكونا من سبعة طوابق، لم نتمكن من إخراجه بدون آليات ثقيلة. بحثنا عن جرافة أو معدات ثقيلة لإزالة الأنقاض والوصول إلى الطابق الأرضي، لأن أخي كان في الطابق الأرضي، لكننا لم نتمكن من التواصل مع أي شخص خلال الحرب. القوات الإسرائيلية أحرقت ودمرت جميع المعدات الثقيلة – الجرافات والحفارات – التي كان يمكن أن تساعد في استعادة جثث أولئك المحاصرين تحت الأنقاض”.
“إكرام الميت في دفنه”
وفي خان يونس جنوب القطاع، تعيش عائلة الدجاني في منزلها المدمر، حيث لا تزال جثث ثلاثة من أطفالها مدفونة تحت الأنقاض.
يروي مالك المنزل علي الدجاني بقلب يعتصره الألم: “نزحنا بالقرب من شاطئ البحر، وعندما عدنا، وجدنا المنزل مدمرا، والجثث مدفونة تحت الأنقاض. اضطررنا للعيش في هذا المنزل، لكن هذه ليست حياة، إنها صعبة للغاية. نعاني من نقص المياه والغذاء وكل شيء. لا نعرف ماذا نفعل – الله هو سندنا الوحيد. كل ما نريده هو استخراج الجثث من تحت الأنقاض، لأن حرمة الميت في دفنه. هذا ما نأمله – استعادة الجثث، التي تحللت الآن”.
كان السيد الدجاني يتحدث مع مراسلنا قبل أيام فيما كانت الآليات تعمل لإزالة جبال الأنقاض بحثا عن جثث الأطفال الثلاثة. ولكن هذا الجهد توقف أيضا اليوم مع تدمير آليات ثقيلة في مختلف أنحاء قطاع غزة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تضرر أو دمر حوالي 92% من المنازل في قطاع غزة، أي ما يقارب 436,000 منزل. وتقدر كميات الركام بنحو 50 مليون طن، وهو ما قد يستغرق عقودا لإزالته بالموارد الحالية.
وتحذر المنظمات الإنسانية من أن التأخير في إزالة الأنقاض واستعادة الجثث لا يتسبب فقط في معاناة نفسية هائلة للعائلات المنكوبة، بل ينذر أيضا بكارثة صحية وبيئية وشيكة في قطاع غزة، الذي يعد من أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان في العالم.