جنوح سفينة جديدة بقناة السويس.. والهيئة تعلن انتهاء أزمتها باحترافية – أخبار السعودية

نجحت هيئة قناة السويس في التعامل مع حادث جنوح سفينة الغطس RED ZED 1، التي فقدت توجيهها بشكل مفاجئ أثناء عبورها القناة ضمن قافلة الشمال يوم (الجمعة) في الحادث الذي وقع عند الكيلومتر 45 بالقرب من معدية القنطرة غرب، وتمت إدارته بسرعة قياسية خلال 60 دقيقة، دون خسائر بشرية أو إصابات.
وأعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في بيان صادر من الإسماعيلية، أن لجنة تحقيقات الحوادث أكدت سلامة السفينة RED ZED 1 بشكل عام، مع وجود تلفيات طفيفة تُحصر حالياً في موقع الاصطدام.
وأوضح رئيس هيئة قناة السويس أن السفينة، التي يبلغ طولها 217 متراً وحمولتها 41 ألف طن، تعرضت لعطل مفاجئ في منظومة التوجيه أدى إلى انحرافها عن مسارها بالقرب من رصيف معدية القنطرة غرب، وأنه بفضل التحرك السريع لمرشدي القناة ومشرفي محطة الإرشاد، تم تفادي تصادم مباشر مع الرصيف، حيث أدى التصادم الموازي إلى تقليل الأضرار.
وأشار إلى أنه بمجرد رصد الانحراف من قبل مشرفي محطة القنطرة، تم إخلاء الركاب والوحدات البحرية من المعدية في وقت قياسي، مما منع وقوع إصابات. تحركت ثلاث قاطرات تابعة للهيئة، وهي «مصر الجديدة»، «مساعد 4»، و«سويس 1»، لاستعادة استقرار السفينة وتأمينها بعد إصلاح طاقمها للعطل. تم نقل السفينة إلى منطقة البلاح، ثم إلى البحيرات الكبرى، دون تأثير على حركة الملاحة في القناة.
وأشاد الفريق ربيع بمنظومة إدارة الأزمات في قناة السويس، التي تحول مركز مراقبة الملاحة إلى غرفة عمليات مركزية لتوجيه القاطرات والوحدات البحرية، كما أثنى على كفاءة المرشدين الذين أمنوا عبور قافلة الجنوب دون تأخير، مما يعكس خبرة الهيئة المتراكمة في التعامل مع الطوارئ. وأكد أن المعدية التي تأثرت بالحادث تم استبدالها فوراً بأخرى احتياطية، مما ضمن استمرار حركة المواطنين بين ضفتي القناة دون انقطاع.
ووفقاً لتقرير فريق الإنقاذ البحري، تبين وجود فتحة صغيرة في مقدمة السفينة فوق مستوى سطح الماء، تم إصلاحها مؤقتاً لتتمكن السفينة من استكمال رحلتها من هولندا إلى السودان بعد استكمال الإجراءات الإدارية.
وأثار الحادث اهتماماً دولياً بفضل سرعة استجابة الهيئة، حيث تداول مستخدمون على منصة إكس مقاطع فيديو تُظهر تحرك القاطرات بسرعة لتأمين السفينة، وأكدت الهيئة أنها ستجري تحقيقاً معمقاً لتحديد أسباب العطل الفني بالتعاون مع مالكي السفينة.
وتستخدم سفن الغطس، مثل RED ZED 1، لنقل المعدات البحرية أو لدعم عمليات الغوص التجاري، وتتميز بحجمها الكبير وتصميمها الخاص، هذه السفن تتطلب دقة عالية في التوجيه أثناء عبور القناة الضيقة، مما يجعل أي عطل فني خطراً محتملاً. الحادث يُبرز أهمية الصيانة الدورية للسفن قبل دخولها الممرات الملاحية الحساسة.
ومنذ أزمة إيفر جيفن، استثمرت الهيئة في تحديث أسطول القاطرات وتدريب المرشدين، بالإضافة إلى تطوير مراكز مراقبة الملاحة بتقنيات متطورة. تضم المنظومة حالياً أكثر من 30 قاطرة، قادرة على التعامل مع السفن العملاقة، ومراكز إرشاد موزعة على طول القناة، وهذه الاستعدادات جعلت القناة قادرة على إدارة الأزمات في أوقات قياسية، كما أظهرت الحادثة الأخيرة.
أخبار ذات صلة