في حين أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن “اليوم التالي” في قطاع غزة – والذي يشمل هجرة الغزيين – يتصدر العديد من العناوين الرئيسية في العالم، فإن مصر تعمل تحت السطح على خططها الخاصة. وبحسب المخطط المصري الذي نورده اليوم (الثلاثاء) – فإن السلطة الفلسطينية هي التي ستقود قطاع غزة، إلى جانب دول عربية أخرى ستساعد في عملية إعادة الإعمار. والآن يدعو كبار المسؤولين العرب حماس إلى التخلي عن السلطة، في حين يعتقد المسؤولون الفلسطينيون من ناحية أخرى أنه لا يوجد سبب وجيه للتفاؤل.
وتقول مصادر عربية أن مصر تلقت حتى الآن ثلاثة عروض تحتوي على خطط مختلفة من الولايات المتحدة، لكن مصر الآن تدفع لخطتين خاصتين بها. من بينها ،هذه الاجتماعات، سيتم عرض واحدة والتي اكتملت بنسبة 70% منها، أمام الدول العربية الخمس التي ستجتمع قريباً، وأيضا أمام “القمة العربية” التي من المتوقع أن تنعقد في نهاية الشهر الجاري.
وتشير مصادر عربية إلى أن الخطة المصرية تتضمن استثمار ما يقرب من 50 مليار دولار لبناء 200 ألف وحدة سكنية، فيما سيتم تقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق إنسانية و20 منطقة بناء منفصلة، تعمل فيها 50 شركة إنشاءات مصرية. وتريد مصر جمع الأموال من خلال لجنة دولية للدول المانحة.
وتتحدث الخطة عن إنشاء “لجنة إدارة وطنية فلسطينية”، لكن نقطة الضعف في الخطة هي حماس، التي من المفترض أن تفسح المجال للسلطة الفلسطينية. وتتحدث الخطة عن عملية إعادة إعمار ستستمر من ثلاث إلى خمس سنوات، وستبدأ في جنوب قطاع غزة وتصعد ببطء نحو الشمال.
فالأمن ينبغي أن توفره الدول العربية، ومن الممكن أيضاً التعاون مع الدول الأوروبية. المحور الرئيسي في الخطة المصرية هو عدم تهجير سكان غزة من منازلهم، ويعتمد على تحرك سكان غزة وفقا لتقدم البناء بين المناطق الإنسانية المختلفة.
لكن نقطة الضعف كما ذكرنا هي موافقة حماس على التنازل عن السلطة. وقال مصدر عربي لـi24NEWS إن “في الأيام الأخيرة تزايدت الضغوط المصرية على حماس للتخلي عن السلطة في قطاع غزة بشكل كبير، من أجل وضع خطة مقابلة لفكرة ترامب”.
وفي هذا الإطار، هدد مسؤولون كبار في المخابرات المصرية وفداً من حماس وقالوا: “إذا لم تتعاونوا، فإن حماس وغزة ستذهب إلى الجحيم”. وبحسب المسؤول العربي تلقى خليل الحية، الذي ترأس وفد حماس، تهديدات شديدة من مسؤول في المخابرات المصرية، قال له: “إذا لم تتعاون، فسنتأكد من اختفاءك قريبًا من المشهد السياسي في المنطقة بأكملها”.
في الوقت نفسه، سُمع في الأيام القليلة الماضية مسؤولون عرب كبار يطالبون حماس بالتخلي عن السلطة، من بينهم – الأمين العام لجامعة الدول العربية، والمستشار السياسي في الإمارات، بالإضافة إلى سلسلة من المقالات في وسائل الإعلام العربية. حاليا، تلعب حماس أيضا في ملعب “نعم” وأيضا في ملعب “لا”.
وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس: “إننا لا نتمسك بالسلطة في قطاع غزة إذا كان ذلك يخدم مصالح الشعب الفلسطيني”، ومن ناحية أخرى، قال المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان: “لقد انتصرنا في الحرب، ومن غير المعقول أن تكون هناك حكومة في غزة لا تضم حماس، ومن يحاول استبدال إسرائيل سنتصرف معه كما لو كانت إسرائيل نفسها”.
مسؤول كبير في رام الله يقول لـi24NEWS: “إن احتمالية تخلي حماس عن الحكم والسلطة ليست قليلة، لكن حماس لن تتخلى عن السلطة إلا كوسيلة للبقاء كمنظمة مسلحة لن تختفي من مشهد قطاع غزة”.وأضاف مسؤول فلسطيني كبير آخر، عضو بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية: “حماس تدرك أن الدول العربية تضحي بها على مذبح خطة ترامب، وهي مستعدة للتنازل عن السلطة أو الدخول في شراكة في إدارة قطاع غزة إلى جانب السلطة الفلسطينية، لكن التخلي عن السلاح يعني أن حماس لم تعد موجودة”.
.
