غزة – الأمم المتحدة تحذر من خطر “المخلفات المميتة للحرب”، والأزمة الإنسانية لم تنته بعد

https://global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Collections/Embargoed/11-04-2024-UNOCHA-Gaza-03.jpg/image770x420cropped.jpg
وفي المؤتمر الصحفي اليومي، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن أونماس وشركاءها يعملون بلا كلل لحماية المجتمعات المحلية، وهم على أهبة الاستعداد لتسهيل العمل الإنساني، وتوسيع نطاقه، والتخفيف من تلك المخلفات المميتة للحرب.
وأضاف أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حددت الدائرة أكثر من 550 قطعة ذخيرة متفجرة في المناطق التي تمكنت من الوصول إليها، على الرغم من أن المدى الكامل للتلوث بتلك الذخائر في غزة لا يزال غير معروف.
وأوضح أن الشركاء يقدمون توعية بالمخاطر للمجتمعات المحلية منذ عام 2023، وخاصة الأطفال، وتدريب العاملين في المجال الإنساني، وقال: “إن عملهم بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح وتمكين وصول المساعدات إلى المحتاجين”.
وأفاد بأن موظفي التخلص من الذخائر المتفجرة يعملون على تقييم الأنقاض على طول الطرق وداخل المباني المتضررة لتحديد ما إذا كانت المناطق آمنة للتطهير، مؤكدا أن إرشاداتهم وخبرتهم الفنية ضرورية للتخفيف من مخاطر الذخائر المتفجرة خلال هذه العمليات عالية الخطورة.

آثار غارة جوية على حي سكني في خان يونس جنوب قطاع غزة في تموز/يوليو 2025.
التنقل بحرية أكبر
يأتي هذا في الوقت الذي أفاد فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأنه منذ دخول خطة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني من التنقل بحرية أكبر في أنحاء غزة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، دون تنسيق مع السلطات الإسرائيلية. وسمح هذا التحسن في الوصول للشركاء بتوسيع نطاق الاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحا.
وقال إنه منذ أمس الاثنين، سهلت السلطات الإسرائيلية أربع مهمات بقيادة الأمم المتحدة لجمع الإمدادات الطبية والصحية وإمدادات المأوى من معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم.
وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة وشركاءها يُقيمون احتياجات السكان في المناطق التي كان من الصعب الوصول إليها سابقا للتمكن من تعديل جهود الاستجابة.
واليوم، زار فريق من المكتب إحدى هذه المناطق، حي الكتيبة في خان يونس، حيث أفادوا بدمار واسع النطاق، مع انتشار كميات كبيرة من الأنقاض في جميع الأنحاء، ليبدأ الشركاء في تطهير الطرق الرئيسية لتسهيل الحركة والوصول الإنساني داخل المنطقة.

موظف من اليونيسف يتفقد محطة تحلية مياه في غزة.
أمل في غد أفضل
أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قالت إن “كل شاحنة، وكل قطعة خبز، وكل صندوق دواء يعبر إلى غزة يحمل في طياته رسالة أمل في غد أفضل”.
وأشارت في تصريحاتها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو متحدثة من غزة، إلى أن وقف إطلاق النار فتح الباب أمام مستقبل يمكن فيه للأطفال الذهاب إلى مدارسهم بأمان، وأن تصبح المستشفيات أماكن للشفاء لا المعاناة، وأن تستبدل قوافل المساعدات بالتجارة والفرص.
ونبهت إلى أن الاحتياجات هائلة، وأن وقف إطلاق النار أوقف القتال، لكنه لم ينه الأزمة، مشيرة إلى أن “دمار البنية التحية، والنزوح، والفوضى، والطرق المدمرة، والذخائر غير المنفجرة، وانهيار الخدمات الأساسية، ليست سوى بعض التحديات”.
وقالت إن “توسيع نطاق الاستجابة لا يتعلق فقط بتوفير اللوجستيات وزيادة الشاحنات، وإنما أيضا استعادة الإنسانية والكرامة لشعب مُشتت”، مؤكدة أنهم يعملون على مدار الساعة مع جميع الأطراف لضمان وصول آمن ومستدام.
وقالت المسؤولة الأممية: “لن تكون المساعدات الإنسانية وحدها بديلا عن السلام. يجب أن يصمد وقف إطلاق النار. ويجب أن يصبح أساسا لجهد سياسي أوسع ينهي دوامة العنف واليأس”.
بدوره قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه “يمكن القيام بالمزيد، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى فتح مزيد من المعابر، بالإضافة إلى استمرار دخول الوقود وغاز الطهي، وضمانات أمنية للقوافل، واستعادة البنية التحتية الأساسية، وحماية العاملين في المجال الإنساني، وتيسير وصول المنظمات غير الحكومية بما في ذلك من خلال ضمان عدم إلغاء تسجيلها، والتوفير السريع للتمويل لدعم العمليات الإنسانية”.