الأونروا: الوكالة هي العمود الفقري للعملية الإنسانية في غزة

https://global.unitednations.entermediadb.net/assets/mediadb/services/module/asset/downloads/preset/Collections/Embargoed/26-06-2025-UNRWA-Gaza-04.jpg/image770x420cropped.jpg
المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونـروا) قال إن استبعاد الوكالة من الجهود الإنسانية في غزة “يعني انهيار هذه العملية، ويعني أيضا عدم ثقة الناس” بها.
وقال إن موظفي الأونروا ما زالوا يقومون بعملهم رغم الصعاب، إلا أنهم منعوا من قبل إسرائيل من توزيع المساعدات الغذائية.
المزيد في هذا الحوار الخاص مع السيد أبو حسنة، الذي حدثنا من العاصمة المصرية القاهرة:
عدنان أبو حسنة: حتى الآن لم تسمح إسرائيل للأونروا بإدخال المساعدات الغذائية وغير الغذائية التي تحتويها ستة آلاف شاحنة تنتظر على أبواب قطاع غزة. هذه الشاحنات بها مواد غذائية تكفي سكان قطاع غزة لمدة ثلاثة شهور.
لدينا مئات الآلاف من الأغطية والخيام والملابس، وأيضا كميات كبيرة من الدواء، وهذه يجب أن تدخل حتى نتمكن فعلا من مواجهة الأوضاع القاسية والخطيرة في القطاع، والتي لا تزال متدهورة حتى الآن. الحرب توقفت، إطلاق النار توقف، ولكن هناك للأسف الشديد أوجه جديدة لهذه الحرب وهي استمرار المعاناة.
أخبار الأمم المتحدة: أكدت الأونروا مرارا أن لديها كميات كبيرة من الإمدادات في المنطقة ليس بعيدا عن غزة، لكنها غير قادرة كما ذكرت على إدخالها. هل أدى ذلك إلى تلف أي من المساعدات؟
عدنان أبو حسنة: بالتأكيد، ستكون هناك تلفيات في أي مساعدات لا تستخدم لفترة طويلة، ولكن ليس لدي معلومات عن حجم التلفيات. لم نستطع إدخال المساعدات منذ 2 آذار/ مارس، أي حوالي ثمانية شهور، وحتى الآن لم تدخل هذه المواد.
لكن القضية الأهم بالنسبة لنا هي أننا لا نرى على الإطلاق أي مبرر لدى إسرائيل لعدم إدخال هذه الكميات الضخمة من المساعدات – والتي كلفت عشرات ملايين الدولارات. نحن نتحدث عن خيام، وأغطية، ودواء، ومساعدات غذائية من دقيق وغيره. هذه المساعدات يجب أن تدخل.

أخبار الأمم المتحدة: لا يزال لدى الوكالة آلاف الموظفين داخل القطاع. كيف يواصلون عملهم دون دخول الإمدادات؟ وكيف هي معنوياتهم؟
عدنان أبو حسنة: لدينا 12 ألف موظف حتى الآن يعملون داخل قطاع غزة. لدينا حوالي ثمانية آلاف مدرس. هؤلاء يعملون على خطة وضعتها الأونروا بالتعاون مع الشركاء في كيفية استعادة وإشراك 640 ألف طالب مبعدين تماما عن العملية التعليمية لمدة عامين الآن.
أيضا في القطاع الصحي العمليات ما زالت مستمرة. عدد الزيارات الطبية في عيادات الأونروا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغت حتى الآن أكثر من عشرة ملايين زيارة. عملية جمع النفايات الصلبة أيضا مستمرة. تزويد مراكز الإيواء وتشغيل الآبار داخل المخيمات مستمرة.
عمليات الدعم النفسي أيضا لم تتوقف. حوالي 800 ألف استشارة نفسية تم تقديمها عن طريق الأونروا. العمليات كلها مستمرة، ولكن الشيء الوحيد الذي لا نقوم به هو توزيع المواد الغذائية لأن إسرائيل منعتنا من ذلك.
أخبار الأمم المتحدة: وهل تعرض موظفوكم للمضايقات على الأرض؟
عدنان أبو حسنة: حوالي 90 في المئة من منشآتنا تقريبا دمرت أو أصيبت بأضرار شديدة. قتل 370 من زملائنا، وقد يكون الرقم أكبر من ذلك في ظل عمليات إزالة الأنقاض التي تستمر يوميا. هناك أكثر من مائة شخص يعثر عليهم تحت الأنقاض. الشيء الوحيد الذي تغير بالنسبة لنا هو عدم قدرتنا على توزيع المواد الغذائية، رغم أننا نملك القدرات اللوجستية والخبرات وثقة الجمهور الفلسطيني في غزة.
ولكن الأوضاع بصفة عامة في قطاع غزة هي أوضاع خطيرة. إسرائيل ما زالت تسيطر على 53% من مساحة القطاع. هناك ازدحام شديد. الطرقات أيضا ممتلئة بالأنقاض، ويصعب السير والتحرك بها. هناك الكثير من الأشياء التي يحتاجها القطاع لأنه عمليا تم سحق الحياة في غزة.
أخبار الأمم المتحدة: ماذا سيحدث للعملية الإنسانية بشكل عام في غزة إذا استمرت إسرائيل في فرض حظرها على دخول إمدادات الأونروا وعلى توزيعها للمساعدات الغذائية؟
عدنان أبو حسنة: الأونروا هي العمود الفقري للعملية الإنسانية في قطاع غزة. نحن لدينا آلاف الموظفين ونمتلك الخبرات. بدون الأونروا ستحدث فوضى في عملية التوزيع والجميع يشهد على ذلك.
إذا أريد أن تكون هناك استجابة فاعلة وحقيقية، يجب أن تقود الأونروا هذه الاستجابة. استبعاد الأونروا يعني انهيار هذه العملية، ويعني أيضا عدم ثقة الناس. الناس [في غزة] تنظر للأونروا على أنها لا تحمل أجندة أمنية ولا سياسية. الأونروا هي منظمة إنسانية تطبق تفويضا من الجمعية العامة للأمم المتحدة له علاقة بخدمات وحقوق اللاجئين الفلسطينيين.

الأونرواتقول إن حوالي 660 ألف طفل في قطاع غزة حُرموا من التعليم للسنة الثالثة على التوالي بسبب الحرب المستمرة، محذرة من أن أطفال غزة معرضون لخطر أن يصبحوا “جيلا ضائعا”.
أخبار الأمم المتحدة: كما ذكرت، الجمعية العامة هي التي فوضت الأونروا لتقوم بعملها، ماذا عن دعم الدول الأعضاء للعمل الذي تقومون به؟
عدنان أبو حسنة: كل دول العالم تدعم الأونروا، فقط الولايات المتحدة الأمريكية هي التي قطعت الدعم عن الأونروا، وهناك أيضا دولة السويد.
ولكن أيضا للأسف الشديد، الدول العربية قدمت (للأونروا) العام الماضي 190 مليون دولار، ولكن هذا العام قدمت لنا فقط 14 مليون دولار. لذلك نحن بحاجة إلى الدعم العربي حتى يمكن للأونروا أن تواصل خدماتها ليس فقط في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، ولكن في سوريا ولبنان والأردن. نحن بحاجة إلى 200 مليون دولار لدفع الرواتب وتقديم الخدمات في مناطق العمليات الخمس حتى نهاية هذا العام.
أخبار الأمم المتحدة: بالإضافة إلى الدعم المادي، هل ترون أن هناك ضغوطات معينة على إسرائيل للسماح لكم باستمرار عملكم في غزة؟
عدنان أبو حسنة: الكل يتحدث عن الأونروا، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والرئيس المصري وأمير دولة قطر والرئيس التركي – يعني معظم الدول. الدور السعودي مهم جدا في دعم الأونروا سواء على المستوى السياسي أو على المستوى العملياتي.
الجميع يريد أن تبقى الأونروا وتستمر لأنها في نظر المجتمع الدولي بغالبيته الساحقة عنصر استقرار إقليمي أيضا وليس فقط مزودة للخدمات. لذلك الكل معني بهذا الدور. الأردن أيضا له دور طليعي في الدفاع عن الأونروا والدفاع عن خدماتها.
ويقوم المفوض العام للأونروا باتصالات متعددة الاتجاهات، وطبعا الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش في ذروة هذه الاتصالات والتحركات على أعلى المستويات، من أجل إدخال المساعدات والسماح لموظفيها الدوليين بالدخول إلى قطاع غزة.